السبت، 19 نوفمبر 2011

اتذكر


لا أعلم أي المواقف التي استنزفتني للحنين ودعتني للبوح هنا
ي الله ما أشد وقع الحنين وما أقساه على قلبي . كم يؤلمني ما اشعر به الان
أشم رائحة ذلك الماضي الجميل الذي لن يعود أبداً أبداً
 يالله كم له رائحه مميزه تجبرني على استنشاقها بعممممق
ي الله أكم اتوق للعودة لطهر تلك الحياة وجمال وبساطة تلك الأيام
أتذكر تلك الأيام وكأنها بالأمس قد حدثت " طفولتي كانت مليئه بشقاوتي وصوت ضحكاتي وبكائي "
أتذكر معلمتي حين تبدي تذمرها من عبثي حين أقوم بالرسم داخل كراستي اثناء شرحها , أتذكر حين ضربتني بقسوة
قمت بصفعها على وجهها كنت بالصف الأول الابتدائي لكني لم أكن أخاف أحد أو أخشئ شيء
 أتذكر اني خرجت أبكي من المدرسه وكرهت العوده لها
أتذكر جدي حينما أجلسني بقربه يرتل القرآن بسورة" البينه "التي فشلت في حفظها مراراً كنت أشعره بتمللي واني تعبت من كثرة الترديد خلفه كان ينهرني بصوته الحنون لم أكن أخافه لكنه ذا هيبه ووقار , كان بالرغم أنه لا يرا إلا أنه كان يختم القرآن بشكل مستمر حين أعاد علي ترتيل السوره من جديد تحيلت الفرصه وهربت
اتذكر حديثه ابتسامته ضحكته وحتى تجاعيد يده , اتذكر تفاصيل تلك الايام التي تشبه ضياء وجهه وسخاء قلبه
ي الله كم إشتقته رحمه الله رحمتاً واسعه وأسكنه فسيح جناته كم إشتقت لجمال ذلك الصباح في منزله حين استيقظ باكراً بعد أن سمح لي والدي بالبقاء في نهاية عطلة كل أسبوع كان لصبح في منزل جدي طعم آخر لا أستطيع وصفه أتذكر تلك المزرعه التي تحيط بمنزله وتلك الدجاجات التي أفزعتها بالركض خلفها كم كنت أعشق تربية الطيور وإطعامها بنفسي كنت أبكي حين يموت عصفوري وكنت أقوم بدفنه والترحم عليه
 أتذكر أيضا ذلك اليوم الذي أفسد أخي تلك القصور التي أنهكني بنائها بالطين صرخت فيه ودخلت معه في شجار جعلني أبكي منه كنت أبكي حين وضعت جدتي تلك الحلوى في يدي وبددت حزني كم كان لتلك الحلوى طعما مختلف ولذيذ
واتذكر ذلك اليوم الذي ارتديت فيه ملابس أمي وحملت حقيبتها وأنتعلت حذائها كنت أتمنى أن أكبر بسرعه كي أصبح أمراءه جميله تضع أحمر الشفاه وتنتعل ذلك الكعب الأنيق
 كم كانت تلك الأيام تحمل في طياتها الكثر من التفاصيل الرائعه التي يصعب الحديث عنها وسردها 
 أتذكر اني كنت شقيه لدرجة اتعبت فيها والدتي مما دفعها لتشكو والدي تمردي وعصياني وعدم قدرتها على السيطره على سلوكي وأتذكر تلك الدار التي اذهب كل عصر لحفظ القرآن داخلها أتذكر اني كنت أقوم بالكذب حينها على والدتي بأنني انتظر الحافله بجانب الباب لكني كنت أمقت ركوبها واذهب مشياً على الاقدام بعد أن اسلك كل الطرق المؤدية لدار تحفيظ القرآن أتذكر أيضا في إحدى الأيام وأنا ذاهبه لدار استوقفني منزلاً كبيراً يسكنه "عمال "من جميع الجنسيات أتذكر اختي حين صرخة أن لا ادخل لكني كنت أضحك منها واني سأكتشف المكان بنفسي وما ذا يفعلون داخله قبل أن يخرجو لصلاة العصر
 كم كنت مجنونه وفضوليه حينما أتذكر ذلك الموقف يقشعر بدني خوفا من ذلك المكان
"لا أعلم أي قلب ميت أحمله داخل صدري " أتذكر اني وصلت حتى الصاله الداخليه من المنزل لقد كان المكان يعج برائحة الدخان النتنه والقطط القذرة التي تسكن داخل ذالك السلم المهتري
 أتذكر أن أختي صرخة تطلب مني الخروج وإلا ستخبر والدتي بذلك واضطررت حينها أن أخرج كي لا يفتضح امري وأعود لركوب تلك الحافله المزعجه
حينا ازور تلك الاماكن التي كان يسكنها ويرتل "قراءنه" او كان يستمع "لراديو" فيها
ينتابني شعور بالحزن اعجز عن وصفه اصبحت اكره تلك الاماكن لانها تعيد لي حديث تلك الايام واسرارها

                                     
                     حنين حرفي ..عبث نكتب   
                                                                                                        

هناك تعليق واحد:

سماء ثآمنة ،، يقول...

يا شقية ..
بالرغم الحنين، تلك الأيام ترسمُ ابتسامة على وجوهنا (:
علّ الأيام تحملٌ لكِ لحظات أجمل، وذكريات تُخلدها الذاكرة للأبد !!

الحنين وإن كان مؤلما ..
يأخذنا لأيام جميلة لا تتكرر .. نحتفظُ بها ونبتسم أو رُبما نبكيها !!

عبث .. اشتقتُ هذا المكان كثيراً
كوني بخير يا شقية !
وابتسمي (: